الأمور التي يحكم لصاحبها بالدخول في الإسلام
إذا رجعنا إلى أول الكتاب عند قول الطحاوي : [نقول في توحيد الله....] نجد أن المصنف بعد أن ذكر الآيات قال: [ولهذا كان الصحيح أن أول واجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله. لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك]، إلى أن قال: [وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء: فمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين، أو أتى بغير ذلك من خصائص الإسلام، ولم يتكلم بهما: هل يصير مسلماً أم لا؟] فالمقصود من هذا؛ بم يكون الإنسان مسلماً؟
ثبت في السنة: أن الإنسان يكون مسلماً بأمور كثيرة، منها: أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ومنها: أن يقول: أسلمت، حتى جعل العلماء منها الإشارة والتي هي من أضعف الأدلة، فلو حاصر المسلمون حصناً من الحصون فأخرج الكافر يده مشيراً بعلامة التوحيد وأن الله في السماء؛ لكففنا عنهم وقبلنا منهم إيمانهم ولو لم ينطق بذلك. وكذلك لو قالها بأي لغة؛ حتى لو قال: صبأنا كما وقع مع خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه عندما أراد الكفار أن يسلموا فقالوا: صبأنا. وهم يعنون بذلك آمنا، فيحكم لهم ظاهراً بالإسلام. بمعنى أن أي شيء يشعر بأن الإنسان ترك الشرك ودخل في الإيمان فإنه يقبل منه ويُصدّق، ومن أعظم ذلك أن يقول الرجل: آمنت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، فمعنى ذلك أنه قد آمن بالدين جملة، وأتى بأصل الدين الذي تتفرع منه الأصول الأخرى جميعاً.